اقدم اليكم قصيدة في مدح الحبيب محمد (ص)
أحمد شوقي
وُلِـد الُهدى، فالكائنات ضياء= وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله= للدين والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي =والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ= واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية = من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه= ومســاؤه بمحمــد وضاء
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت= وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه= واليـتم رزق بعضه وذكاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا= منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم يُقم دينًا، لقامت وحدها= دينا تضــيء بنوره الآناء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ= يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى= وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا = لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ= هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة= في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة= تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما= جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو = أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم= يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته= فجميـع عهدك ذمـة ووفاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً= فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر آية ربك الكبرى التي= فيها لباغي المعجـزات غناء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى= وتقـدم البلغاء والفصـحاء
حسدوا، فقـالوا: شاعرٌ أو ساحر = ومن الحســود يكون الاستهزاء
ديـن يشيِّد آيـة فــي آيـة= لبناته السـورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا= والله جـل جلاله البَنَّاءُ