النسيان يجعلك أكثر بياضا . ويغسل كموج البحر.. قد يظن البعض أنه إعلان لـ مسحوق غسيل.. بالفعل فالنسيان كأى مسحوق غسيل زائد كلور كذالك.. النسيان سواء كان بمزاجك أو غصبا عنك فهو شئ جميل ولكن أن تتعمد النسيان فهذا يسمى تناسيا والتناسى يدفع بالشخص الى أن يدور فى دائرة مفرغة تقول لابد ان انسى " لابد أنسى" والنهاية أنه لاينسى بل يتذكر دائما أنه يود أن ينسى هذا الموقف.. هذا الخطأ الذى ينغص عليه حياته.
عندما يأتى النسيان وحده بدون أى مجهود فاننا نجد أنفسنا كمن يصحو من النوم بذاكرة جديدة نظيفة ـ لا أقصد مدام نظيفة ولا حتى حكومتنا الرشيدة ـ يصبح النسيان مهما عندما يحتاجه أحدنا لينسى اساءة وجهها لاحد وخاصة عندما يكون شخصا ذا ضمير " صاحى " وفى حالة أخرى يصبح الضمير فى حاجة ماسة وحالة مستعجلة للنسيان عندما يسئ الفرد لنفسه..
عندما يخطئ فى حق ذاته ويهينها من أجل حب زائف.. أو " وزة شيطان " هنا يصبح النسيان حقا نعمة يبحث عنها الانسان " كل شخص منا كالنهر سطحه رائق.. لاتشوبه شائبة , صافى ولكن فى أعماقه العديد من الحصى وقليلا بلهارسيا ......ولكن هناك. فى الاعماق فى هناك.. نجد الكثير من الذكريات قد لا نشعر بها.. قد ننساها فعلا ولكنها موجودة تشغل حيزا فى القاع وترفع ماء النهر لاعلى قليلا .. قد يفيض فى بعض الاحيان على جنبيه.. أو يفيض للامام ويندفع منهمر.. ولكنه فى النهاية يسير ويستمر ويبقى هناك الحصى والبلهارسيا.
الى كل من يملك بعضا من الذكرى المؤلمة.. والعديد من الاخطاء والمواقف المحرجة.. والكثير من الرذائل. تخلص منها وانسى وارميها من ورائك واعمل بالمثل القائل : انسى لمضى ...وفكر في الاتي