لكل من لا يعرف المرأة
لقد أهدت المرأة إلى الحياة جواهر ثمينة من غالي الصفات، لا يعرف قيمتها بعض الرجال إلاّ من رحم الله،
لأن بعضهم لم يحسنوا قراءة عبقرية أنوثتها، والتفكر في شموخها، ورسم كبريائها، لأنها لوحة أجمل من الفتنة، وأعذب
من الفكرة، فهي ينبوع لحنان نادر، أكبر من الوصف، وأغلى من المدح،
فهي عاصمة الخيال الجميل، في ميدان روعة الحياة.
والمراة دائما تجدها تبحث عن الأجمل، لأنها تعرف قدرها :
المرأة والحزن
للمرأة مع الحزن صفحات، وللحزن في حياة المرأة قواميس ومجلدات، وأنظر إلى المرأة كيف تمسك بأناملها ذاك القلم ، وكأنه سلاح لها ضد كل حزن يجابهها، لتقتل وحدتها، وتعيش حزنها على أوراق الذكريات، بصفحات مضيئة عبر الزمن، فهي تجيد صناعة الكلام بعناية، وتختار الكلمات عن قصد، لتغرز حروفها في قلب كل حزن يجابهها، لتتعمد قتله ولو .. للحظات، مع سابق
الإصرار والترصد، ليستقبلها الإبداع، وليرحب بها الإمتاع، فيتيه الشعر هائما في فكرها، لأنها أثبتت عبقريتها في بحوره، واستوطنت قوافيه، لتكسب جمهوره، لتعيش أكثر من الشعر نفسه، لأنها أصابت كبد المعاني بقلمها، فقد أوجزت الأقوال، لتصادقها كل الأفعال .
المرأة والحب
لا يعيش الحب بدون امرأة، لأن الحب يعرف المرأة، فهي رقيقة المشاعر، جميلة الإحساس، والحب هو أرق كلمة في دفتر الوجود، وأغلى حرفين
في قاموس الحياة، لأنه صلة روح بروح، ورفقة قلب إلى قلب، فالحب لا يستغني أبدا عنها، لأنها هي من أوجدته، وهي من سحرته، وهي من فتنته، فهو يعرف أنه بدونها سيطرد من القلوب، لأن قصور القلوب هي المرأة، ولكم انبهر هذا الحب من حكمتها، ولكم خاف من غضبها، ولكم تعجب من صبرها، لأنه قد أيقن بعد نظرها، الذي ترجم له إخلاصها، ليشهد ها هذا الحب بوفائها، لأن الحب هو قتيل العيون، ولكن أي عيون .. إنها عيون المرأة التاريخية الجمال ، والباسقة بالحنان، لغتها الدموع، وسحرها الصمت، ونظرتها هي الإبداع.
المرأة والوفاء
للمرأة مع الوفاء حديث طويل الأيام، وللوفاء مع المرأة منزل يتجدد في كل يوم، لأن المرأة أدهشت الوفاء بمعانيها الفائقة، فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة،
تفرد بها الزمان على أبجديته، فالمرأة تفوقت بوفائها لثراء تجربتها، ولقوة موهبتها، ولصدق محبتها، وصحة قلبها، وجلال رثائها، وانظر إلى القلم كيف تمسكه أناملها لتعزف أنشودة وفائها على نهر أوراق الخريف الماضي، والذي تتساقط أوراقه على ميادين الثقافة في كل بحر، وفي كل مكان.
المرأة والصمت
للصمت مع المرأة حكايات، هي بطلة للروايات، تجعلك حائرا في طبعها،
في الوقت الذي تجبرك على احترام صمتها، تمر من حولها أزمات طاحنة ..
وتجدها صامته، وتأتي عليها الكرب الساحقة .. وتجدها صامتة، وتزورها
كل يوم البلايا الماحقة .. وتجدها صامتة .
حيرت الزمن، وأسرت الدهر، وكأنك تسمع صمتها .. ، لأن قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام، فهي تقرأ الحياة بمعناها، من بدايتها إلى أقصاها، فروحها تنصهر بمعاناتها، وتذوب أحشاؤها لمأساتها، إن قضيتها الدموع، ولغتها الخالدة .. الصمت، لأنها تعرف أن الحياة دائما تضيق بأعدائها، لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة، لا ينفعها كلام، ولا يبكيها فؤاد، ولكن هذه المرأة تعرف أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال، ونقشت
كبرياءها في ضمائر البشر .
المرأة والجمال
الجمال مخلوق من المرأة، لأنه هائم في شخصيتها، متوقد لصنفها، منبهر لصفاتها، لقد وجد هذا الجمال ضالته في المرأة، وكأنها في يده كقطعة
من الشهد، مثل زلال بارد من معين صافي، فيقلبها تقلب الدرة في اليد، والفكرة
في القلب، لأنها خاطرة رائعة قد سكنت وتربعت على عرش الجمال، فقد تأملها هذا الجمال، فوجدها ساحرة زمانه، وفاتنة لوحاته، وآسرة لريشته، فقد سافر الجمال مع المرأة، فاكتشف في رفقتها أنها مبدعة في عالمه، ممتعة في بحوره، تبحث عنه ولا تنساه، وإذا غاب عنها سألت عنه، فاندهش هذا الجمال لوفائها، ليقولها كلمة تدل على هزيمته، وشهادة تستحق صراحته، وتسحق هندامه، حينما قال : المرأة ..
أجمل من الجمال نفسه، لأنه علم وعرف أن المرأة محلقة في سماء الإمتاع، تنشد الإبداع في كل مجال، ليقوم الجمال ويعطي المرأة قيادته، فتأخذ لجام خيله، لتسابق الزمن، باحثة عن الأجمل .
نعم هكذا سحر المرأة في طبيعتها وأنوثتها، وألهبت أشوق في تتبع غرامها، لأنها امرأة فوق الحروف، وأغلى من الكلمات، فهي ناصعة البيان، عالمة بفنون الإنسان، تعرف طباع الحرمان، وتتذوق عسل العنفوان .
المرأة والحياة
المرأة هي قصيدة الحياة، ومدرستها الخالدة، لا تعرف الحياة إلاّ بحياتها، لأن المرأة هي طعمها الشاهد، وعسلها الباقي، فالحياة تعرف المرأة جيدا، لأنها زميلتها في مدرستها، وتلميذتها في كتابها، وقلمها في كتاباتها .برعت المرأة في منهج الحياة، لتكون مكانتها قوية لامعة، وحسنها فياض قوي الأسر، لأن براعتها تمكن في استهلالها، وإشراقة عنوانها، وكأنها على هامة الحياة تاجا مرصعا بالذهب والأرجوان، لتحطم أعداء الجمال من محيط الحياة إلى خليجها، لأنها تنسف أقاويلهم، وتقتل أفعالهم، فسلاحهم الكلام الكاذب، والفعل الدنيء، وسلاحها هو الضعف، نعم ضعفها الذي أدهش علماء النفس، وأساتذة علم الإنسان، لأنها تحاربهم بضعفها، لترحب الحياة بانتصاراتها على ميادين الأرض الواسعة، لأنها مدرسة الأجيال، وعلم من أعلام الحياة، يرفرف على هامة الدهر .الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراقي .
المرأة والتفوق
تفوقت المرأة في كل أطوار الحياة، فلا نسمع بيت شعر إلاّ والمرأة عنصر أساسي في بيته، ولا نعرف مجالا من مجالات الحياة إلاّ والمرأة تقف على عنوان المجالات الرائعة، والأعمال النافعة، لأنها موهوبة بالفطرة، فرضت أنوثتها على الزمن، لتسمع لها أذن الدهر، حتى الأعمى الذي لا يبصر، قد سحره قوة ذيوعها، ومساحة لموعها، فهو قد أنصت لإبداعها، واستمع لإمتاعها، فالأيام تبحث عن تفوقها، والسنين تفيض شعرا لمحبتها، وعلو رفعتها، فقد خطفت الأضواء، ببراقة سريرتها، ومطلع أحاديثها، لأنها عنوان النجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة، وقديما قالوا:
وراء كل رجل عظيم امرأة، شهادة من الزمن، وبرقية شكر من الدهر، ورسالة
تودد وتلطف من كل إنسان يبحث عن النجاح، لأن النجاح هو المراة نفسها، فلتفوقها ذيوع، ولموهبتها سطوع، ولعبقريتها نبوغ .
المرأة والدموع
الدموع لغة المرأة، تطرق سمع الإنسان، لتصل إلى القلب، لأنها تختار
دموعها بعناية فائقة، وترحل مع همتها محلقة مسافرة، فتبدأ دموعها ضعيفة،
إلى أن تحتفل برشاقة عيونها، وحلاوة رموشها، لأن دموعها ساحرة .. شاردة ..
سائرة على ديوان الزمان .
تعاتبنا بتفجع، وتحاكينا بتوجع، وكأنها تتقطر عسلا، أو شهدا مصفى، تعاند بكلمة، وتصافح بدمعة، وترضى ببسمة، وتغازلك بحكمة، ألا وهي حكمة الدموع ..
فأي قلب ساكن بين جوانحها،
فالمرأة تمزج الحب مع الحكمة، لأن ألفاظها سهلة على اللسان، راقية في منزل الفكر، ترعى الوداد، وتبكي بكاء الأبطال، فدموعها حارة، وعواطفها مؤلمة، ونكسة بالها عظيمة، فمعاناتها تحترق، وآلامها تلتهب، ونياط قلبها تتقطع، تريد قلبا تبث إليه لهيب
صدرها، ونار وجدانها، فنفسها تذوب مع أول قطرة لدموعها، فتطير إلى مرتبة الكمال ـ لأن الحسن يعشق دموعها .
المرأة والأخلاق
عبقرية المرأة تكمن في أخلاقها، لأن للأخلاق في حياة المرأة صفحات، وللمرأة مع الأخلاق أخوة نادرة، وزمالة سائرة .
فالمرأة خبيرة بالأخلاق، بصيرة بمذاهبها، مبحرة في حقائقها، لأنها لا تعرف
خيانة الضمير، بل كل همها هي ظاهر الأخلاق كيف تعم في ساحات الأرض كلها ....
فهي تكتم أخلاقها في داخلها، لكي تقذفها إلى قلوب البشر فتأسرهم، وترميها إلى عقولهم فتسلبهم، فهمها نشر الأخلاق الفاضلة في قلوب البشر، لكي يعم الخلق
الحسن في أطراف زمانها، وأركان دهرها، لأنها أعرف البشر بمعانيها، فعواطفها تجاه أخلاق البشر مكبوتة، فكأنها تريد من قلبها أن يغادر بعيدا عنها، لكي ينشر الخلق الحسن في مساحة أكبر من ميدانها .
في الختــــام
لم تكتب هذه الحروف لتلك المرأة التي تتزين لتعطر هندامها، لتلبس فتنتها،
فتتجول في باحات الأسواق، بحثا عن شاب جذاب، وعاشق كذاب ..
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي ترفع صوتها على والديها، ولا تحترم عائلتها، لأنها لم تحترم نفسها، فكيف تحترم غيرها .
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي تبحث عن إثبات نفسها على حساب غيرها، لتقتل كبرياءهم انتقاما لنقص في نفسها لتكمله بأية طريقة .
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي أحرقت عباءتها، لتلبس زيف الحضارات
المتقدمة، وتتجمّل بزخارف معتقدات موهومة .
إن هذه الحروف كتبتها لتلك المرأة المعتزة بدينها، المحتشمة في لبسها، والفاتنة بفكرها، والشامخة بقلمها، تلك المرأة التي لا ترضى بالعبودية مهما كانت، لأنها ليست صريعة الشبهات، ولا أسيرة الشهوات، مميزة بنفسها، متميزة
عن غيرها، فهي لا تعرف المصاعب، لأنها تعرف إدراك المقاصد، نادرة المثال، ليست نسخة مكررة، من باقات الأسواق، وليست عملة مزيفة من هاويات القلوب، لها طموح يحطم الوجود، ولها روح تأسر كل موجود، تلك هي رائعة الوجود في هذه الحياة، وحفظ الله صديقنا الجمال حينما قال : المرأة أجمل من الجمال نفسه، نعم هذه هي المرأة، شموخ بجموح، وكبرياء بإعتلاء، وعنفوان ثمين .. ثمين
لقد أهدت المرأة إلى الحياة جواهر ثمينة من غالي الصفات، لا يعرف قيمتها بعض الرجال إلاّ من رحم الله،
لأن بعضهم لم يحسنوا قراءة عبقرية أنوثتها، والتفكر في شموخها، ورسم كبريائها، لأنها لوحة أجمل من الفتنة، وأعذب
من الفكرة، فهي ينبوع لحنان نادر، أكبر من الوصف، وأغلى من المدح،
فهي عاصمة الخيال الجميل، في ميدان روعة الحياة.
والمراة دائما تجدها تبحث عن الأجمل، لأنها تعرف قدرها :
المرأة والحزن
للمرأة مع الحزن صفحات، وللحزن في حياة المرأة قواميس ومجلدات، وأنظر إلى المرأة كيف تمسك بأناملها ذاك القلم ، وكأنه سلاح لها ضد كل حزن يجابهها، لتقتل وحدتها، وتعيش حزنها على أوراق الذكريات، بصفحات مضيئة عبر الزمن، فهي تجيد صناعة الكلام بعناية، وتختار الكلمات عن قصد، لتغرز حروفها في قلب كل حزن يجابهها، لتتعمد قتله ولو .. للحظات، مع سابق
الإصرار والترصد، ليستقبلها الإبداع، وليرحب بها الإمتاع، فيتيه الشعر هائما في فكرها، لأنها أثبتت عبقريتها في بحوره، واستوطنت قوافيه، لتكسب جمهوره، لتعيش أكثر من الشعر نفسه، لأنها أصابت كبد المعاني بقلمها، فقد أوجزت الأقوال، لتصادقها كل الأفعال .
المرأة والحب
لا يعيش الحب بدون امرأة، لأن الحب يعرف المرأة، فهي رقيقة المشاعر، جميلة الإحساس، والحب هو أرق كلمة في دفتر الوجود، وأغلى حرفين
في قاموس الحياة، لأنه صلة روح بروح، ورفقة قلب إلى قلب، فالحب لا يستغني أبدا عنها، لأنها هي من أوجدته، وهي من سحرته، وهي من فتنته، فهو يعرف أنه بدونها سيطرد من القلوب، لأن قصور القلوب هي المرأة، ولكم انبهر هذا الحب من حكمتها، ولكم خاف من غضبها، ولكم تعجب من صبرها، لأنه قد أيقن بعد نظرها، الذي ترجم له إخلاصها، ليشهد ها هذا الحب بوفائها، لأن الحب هو قتيل العيون، ولكن أي عيون .. إنها عيون المرأة التاريخية الجمال ، والباسقة بالحنان، لغتها الدموع، وسحرها الصمت، ونظرتها هي الإبداع.
المرأة والوفاء
للمرأة مع الوفاء حديث طويل الأيام، وللوفاء مع المرأة منزل يتجدد في كل يوم، لأن المرأة أدهشت الوفاء بمعانيها الفائقة، فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة،
تفرد بها الزمان على أبجديته، فالمرأة تفوقت بوفائها لثراء تجربتها، ولقوة موهبتها، ولصدق محبتها، وصحة قلبها، وجلال رثائها، وانظر إلى القلم كيف تمسكه أناملها لتعزف أنشودة وفائها على نهر أوراق الخريف الماضي، والذي تتساقط أوراقه على ميادين الثقافة في كل بحر، وفي كل مكان.
المرأة والصمت
للصمت مع المرأة حكايات، هي بطلة للروايات، تجعلك حائرا في طبعها،
في الوقت الذي تجبرك على احترام صمتها، تمر من حولها أزمات طاحنة ..
وتجدها صامته، وتأتي عليها الكرب الساحقة .. وتجدها صامتة، وتزورها
كل يوم البلايا الماحقة .. وتجدها صامتة .
حيرت الزمن، وأسرت الدهر، وكأنك تسمع صمتها .. ، لأن قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام، فهي تقرأ الحياة بمعناها، من بدايتها إلى أقصاها، فروحها تنصهر بمعاناتها، وتذوب أحشاؤها لمأساتها، إن قضيتها الدموع، ولغتها الخالدة .. الصمت، لأنها تعرف أن الحياة دائما تضيق بأعدائها، لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة، لا ينفعها كلام، ولا يبكيها فؤاد، ولكن هذه المرأة تعرف أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال، ونقشت
كبرياءها في ضمائر البشر .
المرأة والجمال
الجمال مخلوق من المرأة، لأنه هائم في شخصيتها، متوقد لصنفها، منبهر لصفاتها، لقد وجد هذا الجمال ضالته في المرأة، وكأنها في يده كقطعة
من الشهد، مثل زلال بارد من معين صافي، فيقلبها تقلب الدرة في اليد، والفكرة
في القلب، لأنها خاطرة رائعة قد سكنت وتربعت على عرش الجمال، فقد تأملها هذا الجمال، فوجدها ساحرة زمانه، وفاتنة لوحاته، وآسرة لريشته، فقد سافر الجمال مع المرأة، فاكتشف في رفقتها أنها مبدعة في عالمه، ممتعة في بحوره، تبحث عنه ولا تنساه، وإذا غاب عنها سألت عنه، فاندهش هذا الجمال لوفائها، ليقولها كلمة تدل على هزيمته، وشهادة تستحق صراحته، وتسحق هندامه، حينما قال : المرأة ..
أجمل من الجمال نفسه، لأنه علم وعرف أن المرأة محلقة في سماء الإمتاع، تنشد الإبداع في كل مجال، ليقوم الجمال ويعطي المرأة قيادته، فتأخذ لجام خيله، لتسابق الزمن، باحثة عن الأجمل .
نعم هكذا سحر المرأة في طبيعتها وأنوثتها، وألهبت أشوق في تتبع غرامها، لأنها امرأة فوق الحروف، وأغلى من الكلمات، فهي ناصعة البيان، عالمة بفنون الإنسان، تعرف طباع الحرمان، وتتذوق عسل العنفوان .
المرأة والحياة
المرأة هي قصيدة الحياة، ومدرستها الخالدة، لا تعرف الحياة إلاّ بحياتها، لأن المرأة هي طعمها الشاهد، وعسلها الباقي، فالحياة تعرف المرأة جيدا، لأنها زميلتها في مدرستها، وتلميذتها في كتابها، وقلمها في كتاباتها .برعت المرأة في منهج الحياة، لتكون مكانتها قوية لامعة، وحسنها فياض قوي الأسر، لأن براعتها تمكن في استهلالها، وإشراقة عنوانها، وكأنها على هامة الحياة تاجا مرصعا بالذهب والأرجوان، لتحطم أعداء الجمال من محيط الحياة إلى خليجها، لأنها تنسف أقاويلهم، وتقتل أفعالهم، فسلاحهم الكلام الكاذب، والفعل الدنيء، وسلاحها هو الضعف، نعم ضعفها الذي أدهش علماء النفس، وأساتذة علم الإنسان، لأنها تحاربهم بضعفها، لترحب الحياة بانتصاراتها على ميادين الأرض الواسعة، لأنها مدرسة الأجيال، وعلم من أعلام الحياة، يرفرف على هامة الدهر .الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراقي .
المرأة والتفوق
تفوقت المرأة في كل أطوار الحياة، فلا نسمع بيت شعر إلاّ والمرأة عنصر أساسي في بيته، ولا نعرف مجالا من مجالات الحياة إلاّ والمرأة تقف على عنوان المجالات الرائعة، والأعمال النافعة، لأنها موهوبة بالفطرة، فرضت أنوثتها على الزمن، لتسمع لها أذن الدهر، حتى الأعمى الذي لا يبصر، قد سحره قوة ذيوعها، ومساحة لموعها، فهو قد أنصت لإبداعها، واستمع لإمتاعها، فالأيام تبحث عن تفوقها، والسنين تفيض شعرا لمحبتها، وعلو رفعتها، فقد خطفت الأضواء، ببراقة سريرتها، ومطلع أحاديثها، لأنها عنوان النجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة، وقديما قالوا:
وراء كل رجل عظيم امرأة، شهادة من الزمن، وبرقية شكر من الدهر، ورسالة
تودد وتلطف من كل إنسان يبحث عن النجاح، لأن النجاح هو المراة نفسها، فلتفوقها ذيوع، ولموهبتها سطوع، ولعبقريتها نبوغ .
المرأة والدموع
الدموع لغة المرأة، تطرق سمع الإنسان، لتصل إلى القلب، لأنها تختار
دموعها بعناية فائقة، وترحل مع همتها محلقة مسافرة، فتبدأ دموعها ضعيفة،
إلى أن تحتفل برشاقة عيونها، وحلاوة رموشها، لأن دموعها ساحرة .. شاردة ..
سائرة على ديوان الزمان .
تعاتبنا بتفجع، وتحاكينا بتوجع، وكأنها تتقطر عسلا، أو شهدا مصفى، تعاند بكلمة، وتصافح بدمعة، وترضى ببسمة، وتغازلك بحكمة، ألا وهي حكمة الدموع ..
فأي قلب ساكن بين جوانحها،
فالمرأة تمزج الحب مع الحكمة، لأن ألفاظها سهلة على اللسان، راقية في منزل الفكر، ترعى الوداد، وتبكي بكاء الأبطال، فدموعها حارة، وعواطفها مؤلمة، ونكسة بالها عظيمة، فمعاناتها تحترق، وآلامها تلتهب، ونياط قلبها تتقطع، تريد قلبا تبث إليه لهيب
صدرها، ونار وجدانها، فنفسها تذوب مع أول قطرة لدموعها، فتطير إلى مرتبة الكمال ـ لأن الحسن يعشق دموعها .
المرأة والأخلاق
عبقرية المرأة تكمن في أخلاقها، لأن للأخلاق في حياة المرأة صفحات، وللمرأة مع الأخلاق أخوة نادرة، وزمالة سائرة .
فالمرأة خبيرة بالأخلاق، بصيرة بمذاهبها، مبحرة في حقائقها، لأنها لا تعرف
خيانة الضمير، بل كل همها هي ظاهر الأخلاق كيف تعم في ساحات الأرض كلها ....
فهي تكتم أخلاقها في داخلها، لكي تقذفها إلى قلوب البشر فتأسرهم، وترميها إلى عقولهم فتسلبهم، فهمها نشر الأخلاق الفاضلة في قلوب البشر، لكي يعم الخلق
الحسن في أطراف زمانها، وأركان دهرها، لأنها أعرف البشر بمعانيها، فعواطفها تجاه أخلاق البشر مكبوتة، فكأنها تريد من قلبها أن يغادر بعيدا عنها، لكي ينشر الخلق الحسن في مساحة أكبر من ميدانها .
في الختــــام
لم تكتب هذه الحروف لتلك المرأة التي تتزين لتعطر هندامها، لتلبس فتنتها،
فتتجول في باحات الأسواق، بحثا عن شاب جذاب، وعاشق كذاب ..
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي ترفع صوتها على والديها، ولا تحترم عائلتها، لأنها لم تحترم نفسها، فكيف تحترم غيرها .
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي تبحث عن إثبات نفسها على حساب غيرها، لتقتل كبرياءهم انتقاما لنقص في نفسها لتكمله بأية طريقة .
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي أحرقت عباءتها، لتلبس زيف الحضارات
المتقدمة، وتتجمّل بزخارف معتقدات موهومة .
إن هذه الحروف كتبتها لتلك المرأة المعتزة بدينها، المحتشمة في لبسها، والفاتنة بفكرها، والشامخة بقلمها، تلك المرأة التي لا ترضى بالعبودية مهما كانت، لأنها ليست صريعة الشبهات، ولا أسيرة الشهوات، مميزة بنفسها، متميزة
عن غيرها، فهي لا تعرف المصاعب، لأنها تعرف إدراك المقاصد، نادرة المثال، ليست نسخة مكررة، من باقات الأسواق، وليست عملة مزيفة من هاويات القلوب، لها طموح يحطم الوجود، ولها روح تأسر كل موجود، تلك هي رائعة الوجود في هذه الحياة، وحفظ الله صديقنا الجمال حينما قال : المرأة أجمل من الجمال نفسه، نعم هذه هي المرأة، شموخ بجموح، وكبرياء بإعتلاء، وعنفوان ثمين .. ثمين