أقدم شاب جزائري عاطل عن العمل على حرق نفسه على طريقة الشاب التونسي محمد البوعزيزي، بعد أن رفض مسؤول محلي منحه وظيفة.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية في موقعها على شبكة الإنترنت (السبت) أن الشاب محسن بوطرفيف (27 عاما) ويقطن مدينة بوخضرة في ولاية تبسة (أقصى شرق الجزائر) أقدم على فعلته بعد أن تعرض لرد سلبي من رئيس البلدية الذي أجابه بعدم توفر وظائف، داعيا إياه إلى اتباع طريقة البوعزيزي في تونس.
وقالت الصحيفة نقلا عن شهود عيان أن الشاب محسن التقى برفقة 22 شابا آخرا برئيس البلدية في مقره في وقت سابق من اليوم وطالبوه بفرص عمل لكنه رد عليهم بأنه لا يستطيع توظيف أحد، ما دفع الشاب إلى التهديد بحرق نفسه إذا لم يتحصل على وظيفة، فدعاه رئيس البلدية بـ"سخرية" إلى حرق نفسه إذا كان لديه شجاعة محمد البوعزيزي. وفور ذلك، قام الشاب بسكب البنزين وإحراق نفسه أمام الملأ.
وتوفي الشاب متأثرا بحروقه مساء أمس بمستشفى بولاية عنابة الواقعة على بعد 600 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية.
وبحسب الصحيفة نفسها، فقد سارع والي تبسة إلى إقالة رئيس البلدية والتقى بممثلي المجتمع المدني وأعيان المدينة واتخذ إجراءات لتهدئة الوضع من خلال إجراء تحقيق في ملابسات الحادثة وإنشاء لجنة تنسيق لحصر مطالب الشباب بخصوص التوظيف.
وفي هذا الإطار نفى وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس السبت وجود أوجه تشابه بين الأحداث في تونس التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي والاحتجاجات التي شهدتها الجزائر قبل أيام ضد غلاء المعيشة.
وقال بلخادم في تصريح للصحافيين، في رده على تشبيه البعض الحالة التونسية بالحالة الجزائرية، "لقد قالوا بأن هناك عدوى سيدي بوزيد (المدينة التونسية) في الجزائر، إنهم لا يعرفون نفسية الجزائريين".
وأوضح أن "الجزائر سبقت سيدي بوزيد من خلال احتجاجات في عام 1988، ثم إنه لا يمر يوم في الجزائر دون أن تكون هناك احتجاجات في هذه القرية أو تلك البلدية بسبب الكهرباء أو عدم إنجاز الطرق أو غيرها".
وقال بلخادم "إن العمل الاحتجاجي صار تقريبا يوميا في الجزائر".
وكانت الجزائر شهدت قبل أيام احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من 800 معظمهم عن عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة عن تخفيضات كبيرة لمواد الإستهلاك.
وأدت حادثة إقدام التونسي البوعزيزي على حرق نفسه ديسمبر الماضي بسبب منعه من العمل كبائع خضار متجول بحجة عدم امتلاكه رخصة من البلدية المحلية، إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات الدموية استمرت أربع اسابيع وانتهت بفرار الرئيس زين العابدين بن علي من البلاد.