الرئيسية
البوابة
التسجيل
دخول
مسلسلات عربية تثير الفتنة في رمضان
مرّ أقل من أسبوع على شهر رمضان واكتشف المتفرج العربي قائمة طويلة من الأعمال الدرامية التي روّج لها على مدار السنة، مسلسلات باتت تثير الكثير من المعارك الكلامية على صفحات الجرائد وعبر مواقع الأنترنت، هي معارك تذكرنا بما حدث خلال رمضان الماضي الذي شهد غضبة جماعية في عدد من دول الخليج العربي، بعد تطرق مسلسل ''فنجان الدم'' لقبائل بعينها بطريقة لم ترق للمنتمين لهذه القبائل· الجدير بالذكر أن هذه الغضبة كانت وراء توقيف عرض المسلسل· يتكرر السيناريو هذه السنة لكن بشكل أكبر، حيث لم يسلم أي مسلسل من الهجمات الشرسة، على أن المسلسلات الدينية والتاريخية السياسية حظيت بأكبر قدر من الهجوم، مع الإشارة إلى أن القائمة طويلة ''المسيح''، ''سقوط الخلافة''، ''الجماعة''، ''القعقاع''·
سامية بلقاضي
لا يمكن الاختلاف حول كون المسلسلات الرمضانية فرصة للتفاعل بين متتبعي هذا النوع من الأعمال الدرامية، حيث وجدوا عبر مواقع الأنترنت والشبكات الاجتماعية فرصة لإبداء الآراء وتقاسم الملاحظات، مثلما يحدث على شبكة الفايسبوك الذي يشهد كل يوم افتتاح صفحات جديدة بأسماء الأعمال الدرامية، على أن منها المحلي، على غرار ما قام به التونسيون بخصوص سلسلة ''نسيبتي العزيزة'' الذين وجدوا فيه مبالغة في السخرية من اللهجة الصفاقسية، ما جعلهم يطالبون بتوقيف عرضه أو ما قامت به السعوديات من خلال تخصيص صفحة لسلسلة ''طاش ما طاش'' الذي ينتقد وضع المرأة في المجتمع السعودي بشكل ساخر· غير أن هناك من المسلسلات ما شهد بلوغ المعارك الكلامية للسياسيين ورجال الدين، ففي لبنان تحدث نبيه بري وأمين جميل، وهما رئيس البرلمان الشيعي والرئيس السابق للجمهورية اللبنانية عن ضرورة وقف عرض المسلسل الإيراني ''المسيح'' لكونه خطر على وحدة الأمة· من جهتها، شهدت مصر معارك سياسية حادة شنها الإخوان على القنوات العمومية المصرية والمنتج وكاتب مسلسل ''الجماعة'' بحجة أنه تم تبذير المال العام من أجل تشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين في نظر الرأي العام المصري والعربي، ما جعلهم ينقلون المسألة للبرلمان والمطالبة بوقف العرض·
أما سوريا، فقد شهدت معارك دينية تكاد تكون الأخطر من نوعها على اعتبار أن من يخوضها رجال الدين ممن لهم اسم وسمعة في العامل الإسلامي مثلما هو الحال مع القرضاوي ورمضان البوطي، ويتعلق الأمر بمسلسلي ''القعقاع'' و''ما ملكت أيمانكم''، هذا الأخير الذي لم يجد من القنوات من تعرضه بعد تحذيرات البوطي من خطورته غير قناة المستقبل اللبنانية·
فيما يلي نحاول تسليط الضوء على هذه المسلسلات والتركيز على مواضيعها ومحاور الخلاف بخصوصها:
'' المسيح'' مسلسل إيراني من إخراج نادر طالب زادة
كانت بداية عرض المسلسل أول أيام رمضان قبل وقفه على قناتي المنار و''أن بي إن'' التابعتين للتيار الشيعي، حزب الله وحركة أمل، فقد شهد معارضة كاثوليكية ومارونية، حيث اعتبروا أن المسلسل ''يتضمن مغالطات مسيئة ومساسا بسر المسيح والعقيدة المسيحية في الجوهر والمضمون''· جاءت المعارضة على مضمون المسلسل الذي يعتبره المسيحيون مستوحى من القرآن ومن إنجيل برنابا المرفوض من الكنيسة الكاثوليكية ويتضمن تحريفا لشخص المسيح والمسيحية وإفسادا للحقائق، على حد قول المسحيين. ومن الملاحظات التي أوردها المعارضون تلك التي تتعلق بأسماء تلاميذ المسيح الحواريين إضافة إلى العديد من الملاحظات الأخرى التي تركز على الخلاف·
'' القعقاع '' مسلسل سوري من إخراج السوري مثنى الصبح
يتناول المسلسل الفترة الأولى من التاريخ الإسلامي وحروب الردة التي شهدتها العديد من المناطق الإسلامية عقب وفاة الرسول، ومع أن المسلسل جاء بعد موافقة عدد من المرجعيات الدينية والسياسية، على اعتبار أن المسلسل يضم العديد من المغالطات التاريخية التي قال عنها المعارضون أنها تخدم تيار سياسي شيعي ومن المغالطات تلك التي جاءت في المشهد 434 رقم الذي جاء فيها خالد بن الوليد يحاور القائد باهان الرومي، ويقول: غيرَ أنَّا قوم نشربُ الدماء، ولا دمَ أطيبُ من دم الروم ''حتى لو كانت العبارة مجازية، إلاَّ أنها حسيَّة، وتسيئ إلى صورة هذا البطل في نظر المشاهد المعاصر؛ وكأنه مصاص دماء، أو قاتل متعطش لسفك الدماء، على حد قول المعارضين للفيلم، هذا بالإضافة تجسيد شخصية علي بن أبي طالب لأول مرة على الشاشة·
''الجماعة'' مسلسل مصري من إخراج محمد ياسين
يتناول سيرة مؤسس حركة الإخوان المسلمين المصرية حسن البنا (1906 / 1948) قام نجل البنا أحمد سيف الإسلام بقيادة المعركة ضد الكاتب المحسوب على الحزب الوطني ويقف وراءه الأخوان، مطالباً بوقف المسلسل، لم يتوقف الأمر عند حد التراشق بين المؤلف وقيادات الجماعة عبر الإعلام، بل وصل إلى مجلس الشعب المصري، حيث تقدم النائب محسن راضي الذي ينتمي إلى الكتلة البرلمانيَّة للإخوان بطلب إحاطة إلى وزير الإعلام أنس الفقي، متهمًا إياه بإهدار المال العام على شراء مسلسل يشوه صورة الجماعة، ويزور تاريخ مصر المعاصر ومن نقاط الخلاف أنه تم تصوير الجماعة على أنها جماعة متطرفة سرية أقرب للطائفة الدينية العنيفة منها للتنظيم السياسي المعارض·
''سقوط الخلافة'' مسلسل مصري من إخراج التونسي محمد عزيزية
مسلسل يعيد الاعتبار لأول مرة للوجود العثماني في المنطقة العربية وبالضبط في بلاد الشام وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية، بعد سلسلة من المسلسلات السورية التي كانت تصور الوجود العثماني على أنه استعمار، معارضي المسلسل، لم يصمتوا على فكرته، مذكرين بتلك الإعدامات الجماعية بسوري لمفكرين داعين لخروج العثمانيين من سوريا، على يد والي دمشق أحمد جمال باشا الملقب بـ ''السفاح''·
''ما ملكت أيمانكم'' مسلسل سوري من اخراج اسماعيل نجدت أنزور
قد يكون أكثر الأفلام إثارة للجدل من باب الإثارة الدينية على اعتبار أنه عرف معارضة أحد أكبر الداعة والمفكرين الإسلاميين، محمد سعيد رمضان البوطي، الذي اعتبر المسلسل فتنة حقيقية لا بد من وقفها·
يتطرق الفيلم لفضح استغلال المرأة عند قادة وأمراء الجماعات الإسلامية المسلحة، الأمر الذي فتح النار عليه من هذه الجماعات ومواقع إلكترونية صديقة لها، تتهم أنزور بازدراء القرآن والاسلام· رد المخرج السوري نجدة أنزور على مطالبة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بإيقاف عرض المسلسل، مشيرا إلى أن المسلسل مذكرات لأحد الجهاديين وليس تأليفا خياليا وكان الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ناشد المحطات الفضائية بوقف بث المسلسل السوري قائلا: ''إنني لست متنبئاً بغيب، ولست من المتكهنين بأحداث المستقبل· ولكني أحمل إليكم النذير الذي رأته عيني، إنها غضبة إلهية عارمة، تسدّ بسوادها الأفق، هابطة من السماء وليست من تصرفات الخلائق·· إنها زمجرة ربانية عاتية تكمن وراء مسلسل السخرية بالله وبدين الله، الفياض بالهزء من المتدينين من عباد الله، إنه المسلسل الذي أبى المسؤول عنه إلا أن يبالغ في سخريته بالله وبدينه، فيقتطع من كلام الله في قرآنه عنواناً عليه، ويسميه ساخراً: ما ملكت أيمانكم· هذه الدعوة التي وجدت صدى لدى القنوات التي رفضت عرض المسلسل عدا قناة المستقبل اللبنانية·
مرّ أقل من أسبوع على شهر رمضان واكتشف المتفرج العربي قائمة طويلة من الأعمال الدرامية التي روّج لها على مدار السنة، مسلسلات باتت تثير الكثير من المعارك الكلامية على صفحات الجرائد وعبر مواقع الأنترنت، هي معارك تذكرنا بما حدث خلال رمضان الماضي الذي شهد غضبة جماعية في عدد من دول الخليج العربي، بعد تطرق مسلسل ''فنجان الدم'' لقبائل بعينها بطريقة لم ترق للمنتمين لهذه القبائل· الجدير بالذكر أن هذه الغضبة كانت وراء توقيف عرض المسلسل· يتكرر السيناريو هذه السنة لكن بشكل أكبر، حيث لم يسلم أي مسلسل من الهجمات الشرسة، على أن المسلسلات الدينية والتاريخية السياسية حظيت بأكبر قدر من الهجوم، مع الإشارة إلى أن القائمة طويلة ''المسيح''، ''سقوط الخلافة''، ''الجماعة''، ''القعقاع''·
سامية بلقاضي
لا يمكن الاختلاف حول كون المسلسلات الرمضانية فرصة للتفاعل بين متتبعي هذا النوع من الأعمال الدرامية، حيث وجدوا عبر مواقع الأنترنت والشبكات الاجتماعية فرصة لإبداء الآراء وتقاسم الملاحظات، مثلما يحدث على شبكة الفايسبوك الذي يشهد كل يوم افتتاح صفحات جديدة بأسماء الأعمال الدرامية، على أن منها المحلي، على غرار ما قام به التونسيون بخصوص سلسلة ''نسيبتي العزيزة'' الذين وجدوا فيه مبالغة في السخرية من اللهجة الصفاقسية، ما جعلهم يطالبون بتوقيف عرضه أو ما قامت به السعوديات من خلال تخصيص صفحة لسلسلة ''طاش ما طاش'' الذي ينتقد وضع المرأة في المجتمع السعودي بشكل ساخر· غير أن هناك من المسلسلات ما شهد بلوغ المعارك الكلامية للسياسيين ورجال الدين، ففي لبنان تحدث نبيه بري وأمين جميل، وهما رئيس البرلمان الشيعي والرئيس السابق للجمهورية اللبنانية عن ضرورة وقف عرض المسلسل الإيراني ''المسيح'' لكونه خطر على وحدة الأمة· من جهتها، شهدت مصر معارك سياسية حادة شنها الإخوان على القنوات العمومية المصرية والمنتج وكاتب مسلسل ''الجماعة'' بحجة أنه تم تبذير المال العام من أجل تشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين في نظر الرأي العام المصري والعربي، ما جعلهم ينقلون المسألة للبرلمان والمطالبة بوقف العرض·
أما سوريا، فقد شهدت معارك دينية تكاد تكون الأخطر من نوعها على اعتبار أن من يخوضها رجال الدين ممن لهم اسم وسمعة في العامل الإسلامي مثلما هو الحال مع القرضاوي ورمضان البوطي، ويتعلق الأمر بمسلسلي ''القعقاع'' و''ما ملكت أيمانكم''، هذا الأخير الذي لم يجد من القنوات من تعرضه بعد تحذيرات البوطي من خطورته غير قناة المستقبل اللبنانية·
فيما يلي نحاول تسليط الضوء على هذه المسلسلات والتركيز على مواضيعها ومحاور الخلاف بخصوصها:
'' المسيح'' مسلسل إيراني من إخراج نادر طالب زادة
كانت بداية عرض المسلسل أول أيام رمضان قبل وقفه على قناتي المنار و''أن بي إن'' التابعتين للتيار الشيعي، حزب الله وحركة أمل، فقد شهد معارضة كاثوليكية ومارونية، حيث اعتبروا أن المسلسل ''يتضمن مغالطات مسيئة ومساسا بسر المسيح والعقيدة المسيحية في الجوهر والمضمون''· جاءت المعارضة على مضمون المسلسل الذي يعتبره المسيحيون مستوحى من القرآن ومن إنجيل برنابا المرفوض من الكنيسة الكاثوليكية ويتضمن تحريفا لشخص المسيح والمسيحية وإفسادا للحقائق، على حد قول المسحيين. ومن الملاحظات التي أوردها المعارضون تلك التي تتعلق بأسماء تلاميذ المسيح الحواريين إضافة إلى العديد من الملاحظات الأخرى التي تركز على الخلاف·
'' القعقاع '' مسلسل سوري من إخراج السوري مثنى الصبح
يتناول المسلسل الفترة الأولى من التاريخ الإسلامي وحروب الردة التي شهدتها العديد من المناطق الإسلامية عقب وفاة الرسول، ومع أن المسلسل جاء بعد موافقة عدد من المرجعيات الدينية والسياسية، على اعتبار أن المسلسل يضم العديد من المغالطات التاريخية التي قال عنها المعارضون أنها تخدم تيار سياسي شيعي ومن المغالطات تلك التي جاءت في المشهد 434 رقم الذي جاء فيها خالد بن الوليد يحاور القائد باهان الرومي، ويقول: غيرَ أنَّا قوم نشربُ الدماء، ولا دمَ أطيبُ من دم الروم ''حتى لو كانت العبارة مجازية، إلاَّ أنها حسيَّة، وتسيئ إلى صورة هذا البطل في نظر المشاهد المعاصر؛ وكأنه مصاص دماء، أو قاتل متعطش لسفك الدماء، على حد قول المعارضين للفيلم، هذا بالإضافة تجسيد شخصية علي بن أبي طالب لأول مرة على الشاشة·
''الجماعة'' مسلسل مصري من إخراج محمد ياسين
يتناول سيرة مؤسس حركة الإخوان المسلمين المصرية حسن البنا (1906 / 1948) قام نجل البنا أحمد سيف الإسلام بقيادة المعركة ضد الكاتب المحسوب على الحزب الوطني ويقف وراءه الأخوان، مطالباً بوقف المسلسل، لم يتوقف الأمر عند حد التراشق بين المؤلف وقيادات الجماعة عبر الإعلام، بل وصل إلى مجلس الشعب المصري، حيث تقدم النائب محسن راضي الذي ينتمي إلى الكتلة البرلمانيَّة للإخوان بطلب إحاطة إلى وزير الإعلام أنس الفقي، متهمًا إياه بإهدار المال العام على شراء مسلسل يشوه صورة الجماعة، ويزور تاريخ مصر المعاصر ومن نقاط الخلاف أنه تم تصوير الجماعة على أنها جماعة متطرفة سرية أقرب للطائفة الدينية العنيفة منها للتنظيم السياسي المعارض·
''سقوط الخلافة'' مسلسل مصري من إخراج التونسي محمد عزيزية
مسلسل يعيد الاعتبار لأول مرة للوجود العثماني في المنطقة العربية وبالضبط في بلاد الشام وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية، بعد سلسلة من المسلسلات السورية التي كانت تصور الوجود العثماني على أنه استعمار، معارضي المسلسل، لم يصمتوا على فكرته، مذكرين بتلك الإعدامات الجماعية بسوري لمفكرين داعين لخروج العثمانيين من سوريا، على يد والي دمشق أحمد جمال باشا الملقب بـ ''السفاح''·
''ما ملكت أيمانكم'' مسلسل سوري من اخراج اسماعيل نجدت أنزور
قد يكون أكثر الأفلام إثارة للجدل من باب الإثارة الدينية على اعتبار أنه عرف معارضة أحد أكبر الداعة والمفكرين الإسلاميين، محمد سعيد رمضان البوطي، الذي اعتبر المسلسل فتنة حقيقية لا بد من وقفها·
يتطرق الفيلم لفضح استغلال المرأة عند قادة وأمراء الجماعات الإسلامية المسلحة، الأمر الذي فتح النار عليه من هذه الجماعات ومواقع إلكترونية صديقة لها، تتهم أنزور بازدراء القرآن والاسلام· رد المخرج السوري نجدة أنزور على مطالبة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بإيقاف عرض المسلسل، مشيرا إلى أن المسلسل مذكرات لأحد الجهاديين وليس تأليفا خياليا وكان الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ناشد المحطات الفضائية بوقف بث المسلسل السوري قائلا: ''إنني لست متنبئاً بغيب، ولست من المتكهنين بأحداث المستقبل· ولكني أحمل إليكم النذير الذي رأته عيني، إنها غضبة إلهية عارمة، تسدّ بسوادها الأفق، هابطة من السماء وليست من تصرفات الخلائق·· إنها زمجرة ربانية عاتية تكمن وراء مسلسل السخرية بالله وبدين الله، الفياض بالهزء من المتدينين من عباد الله، إنه المسلسل الذي أبى المسؤول عنه إلا أن يبالغ في سخريته بالله وبدينه، فيقتطع من كلام الله في قرآنه عنواناً عليه، ويسميه ساخراً: ما ملكت أيمانكم· هذه الدعوة التي وجدت صدى لدى القنوات التي رفضت عرض المسلسل عدا قناة المستقبل اللبنانية·
